الإهداءات

الأربعاء، 24 فبراير 2010

هل تفهم شريك حياتك ؟

 

64d10aaf4a

هل تفهم شريك حياتك ؟

العلاقة الزوجية علاقة مقدسة ، تحتاج دائماً إلي تقدير واحترام وتفان للإبقاء عليها ، هذه العلاقة قائمة علي حقوق وواجبات مشتركة بين الزوجين ، وعلي قواعد نفسية واجتماعية واقتصادية ، وفي استطلاعنا هذا نحاول أن نتفهم الحالة النفسية التي تؤثر وتتأثر بالعلاقة الزوجية وبالأزواج عموماً .

يقوم استطلاعنا بمحاولة لفهم وتقويم الحالة النفسية للأزواج ، وذلك اعتماداً علي مجموعة من الأسئلة طرحت علي عينة من الأزواج بلغ عددهم (100 ) زوج ، وعينة أخري من الزوجات بلغ عددها (100 ) زوجة ، تناولت أسئلة الإستطلاع جوانب تتعلق بالحالة النفسية والمواجية للطرفين ، بالإضافة إلي الكشف عن رصيد المعلومات الموجود داخل كل فرد تجاه العلاقة الزوجية وأسس التعامل بين الأزواج ، وكيفية الحصول علي هذا الرصيد ، إلي جانب تحديد بعض السلوكيات المتبعة لفهم وتقويم العلاقة بين الأزواج . وفيما يلي تفسير لنتائج هذا الاستطلاع :

السؤال الأول  :

الطرف الآخر يتفهم طبيعتي وحالتي النفسية

نجد أن عدد الذين أجابوا بنعم من الأزواج (52) في مقابل (37) من الزوجات ، في حين أن من أجاب بـ (لا) من الأزواج يبلغ عددهم (17) زوجاً وفي الزوجات (36) زوجة ، ويتضح من ذلك أن الأزواج راضون تماماً عن زوجاتهم ن حيث إن زوجاتهم متفهمات طبيعة وحالة الأزواج النفسية ، ويفسر ذلك باستعداد الزوجة الدائم لإرضاء زوجها ومحاولة توفير كل ما يلزم من راحة نفسية ، بالإضافة إلي قناعة الزوج ووصوله إلي درجات الرضا لأقل رعاية واهتمام من الزوجة ، في حين أن النتيجة تثبت العكس لدي الزوجات ، حيث إن الزوجة بتركيبتها النفسية كأنثي ، عاطفية إلي درجة كبيرة وتحتاج دائماً إلي العطف والحب والتقدير والتفهم لطبيعتها ، نراها دائماً متعطشة لكلمات الحب والحنان ، وهي بذلك تطلب من الزوج المزيد من الحب والفهم للحالة النفسية التي عليها ، حيث إن تكوينها الجسماني وتغيراته ومسؤولياتها تجعلها في حالات نفسية ومزاجية متقلبة وتحتاج دائماً إلي من يفهمها ويقدر ما هي فيه .

وعند النظر إلي الإجابة بـ " إلي حد ما " عن هذ السؤال نجد أنها تقترب من الإجابة بـ " نعم " أي أن (31) من الأزواج أجابوا بـ " إلي حد ما " في حين أن (27) من الزوجات أجبن الإجابة نفسها ، وهذا يعني التفسير السابق نفسه .

السؤال الثاني :

أشعر بأنني أبذل جهداً في توصيل وجهة نظري للطرف الآخر .

نجد أن الفارق ليس كبيراً بين إجابة عينة الأزواج والزوجات في " نعم " و" إلي حد ما " و" لا " وهذا التقارب يجعلنا ننظر في السؤال نفسه ، حيث إن بذل الجهد في توصيل وجهة النظر للطرف الآخر ، مؤشر علي وجود فجوة في وجهات النظر ، فالمفروض أن يكون الرأي ووجهة النظر قابلين للاقتراب ، وليست النتيجة مقتربة تماماً ، حيث إن التفاهم والحب بين الطرفين كفيلان بتذويب الفواصل وتقريب وجهات النظر لكي تسير المراكب في أمان دون تشتيت أو صراع .

السؤال الثالث

أعتقد أنني أعرف أحب الأشياء إلي قلب الطرف الأخر .

نجد أن من عينة الزوجات (62) أجبن بـ " نعم " ، ومن عينة الأزواج (45) أجابوا بـ " نعم " ، أي أن الزوجات أكثر معرفة بأحب الأشياء إلي قلب أزواجهن ، وقد يفسر ذلك بموقع المرأة ومسؤوليتها كربة بيت وزوجة ، وبتركيبتها النفسية والعاطفية .

فهي دائماً تعمل علي إسعاد أفراد أسرتها وإرضائهم ، وهي من باب أولي تسعي إلي إرضاء زوجها ومن ثم معرفة أحب الأشياء إلي قلبه ، كما يرجع ذلك أيضاً إلي أن الزوج مشغول دائماً بعدة أمور خارج المنزل ، ويصعب عليه البحث الدائم عما يحبه الطرف الآخر ، علي الرغم من أن ذلك لا يمنع من التقائه بأفراد أسرته وأن يتفهم مشاعر وأحاسيس زوجته ، إلا أن من أجاب بـ " إلي حد ما " من الأزواج عددهم (47) ومن الزوجات (30) أي أن نسبة الذكور أكثر من الإناث ، ويعني هذا أن الأزواج يعرفون إلي حد ما أحب الأشياء إلي قلب زوجاتهم ولكن ، وهذه الإجابة تقترب من إجابة " نعم " ، وهذا أمر يبشر بالخير ، حيث أن هذه النسبة تعمل جاهدة لمعرفة ما يحبه الطرف الآخر ، وبقليل من التفاهم والحب تستطيع الزوجة أن تستميل قلب زوجها واهتمامه بما تحب وتفضل ، أما نسبة من أجاب بـ " لا " من الجنسين فهي قليلة ، ولكنها بحاجة إلي التقدم لتصل إلي حد ما ، حيث إن من الصعب أن يعيش الطرفان دون أن يعرف أحدهما ما يحبه الطرف الآخر ويفضله .

السؤال الرابع

لدي رصيد واسع من الثقافة والمعلومات عن طبيعة ونفسية شريك حياتي

نجد أن عينة الأزواج أجاب (47) منهم بـ " نعم " و(41) بـ " إلي حد ما " وهما نسبتان متقاربتان، وهذا يعني أن مجموعة كبيرة من الأزواج لديهم رصيد واسع من الثقافة والمعلومات عن طبيعة ونفسية شريكة الحياة وهي الزوجة ، ونسبة الذين أجابوا بـ " لا " (12) ، ونسبة المجيبين عن السؤال تتقارب مع نسبة المجيبين عن هذا السؤال السابق وهو : أعتقد أنني أعرف أحب الأشياء إلي قلب الطرف الأخر ، حيث إن أحب الأشياء إلي قلب الطرف الآخر ، يدخل ضمن الثقافة والمعلومات والوضوح في تقويم وفهم الحالة النفسية والمزاجية التي تكون عليها الزوجات ، في حين أن إجابة الزوجات علي الرغم من أنها أكثر من الأزواج في هذا السؤال حيث إن إجابتهن بـ " نعم " كانت (49) و " إلي حد ما " (42)  و " لا " (7)  ، إلا أن هذه النتيجة لا تتقارب مع إجابة السؤال السابق وهو أحب الأشياء إلي قلب الطرف الآخر .

وهذا يعني أن عينة الزوجات لكي تصل إلي أحب الأشياء إلي قلب الطرف الآخر لا بد أن يكون لديها رصيد واسع من المعلومات عن طبيعة ونفسية شريك الحياة ، وقد يفسر ذلك بأن الزوجات يردن معرفة المزيد عن أزواجهن ، وهن بحاجة دائمة لذلك كي يستطعن إسعاد الطرف الآخر ، أو أنهن يعتبرن أزواجهن يعيشون في حالة غموض يصعب عليهن تفسيرها واكتشافها ، ويرجع ذلك أيضاً إلي أن زوجها لا يحاول التقرب منها وإبراز المشاعر والرغبات والأشياء التي يفضلها ، وعلي الطرفين تحري الصدق والوضوح والصراحة ، وبذلك يستطيع كل منهما تفهم الآخر، والوقوف علي طبيعة شريكة وفهم الحالة النفسية له .

السؤال الخامس

إنني أملك الأسلوب القادر علي تغيير سلوكيات الطرف الآخر .

فنجد أن نسبة من أجاب بـ " نعم " من الأزواج (50)

تكملة هل تفهم شريك حياتك
وأنه كرجل قادر علي رفض ما لا يريد وقبول ما يريد ، مع اختلاف الأساليب المستخدمة ، وفي المقابل تجد الزوجة نفسها مجبرة علي تنفيذ كل ما يطلب منها اعتماداً علي الميراث المترسب في نفوس الزوجات والآزواج من تاريخ سابق ، وعلي الرغم من ذلك فإنه بالحب والمودة والتفاهم يلين الحديد ، ويستطيع كل زوج وزوجة العيش في ظل الآخر ، وعليه يكون كل منهما قادراً علي تغيير  سلوك الآخر حسب ما يوافقه وليس حسب ما يريد ، والأسلم للاثنين أن يلتقيا في نقطة تهون عليهما الخلاف والشقاق وتساعدهما علي شق الطريق بأمان وهدوء .

وفي حين إن إجابتك الزوجات " إلي حد ما " تزيد علي إجابة الأزواج ، حيث إن عدد الزوجات (54) وعدد الأزواج (39) ، فإن ذلك يفسر بأن الزوجة تستطيع قدر الإمكان أن تغير من سلوكيات الزوج ، لما للزوجة من أساليب مختلفة ومتفاوتة قد تبتعد عن العنف ، كالكلمة الطيبة الرقيقة ، والسلوكيات الهادئة ، والتطلف والتودد والتي يقابلها الزوج بالقبول والتغيير ، وهذا ليس عيباً في الطرفين ، ولكنها واجبات كل منهما وحقوق الآخر التي أقرها الشرع .

السؤال السادس

اجتهد كثيراً في التعرف علي أساليب معاملة الطرف الآخر .

نجد أن عينة الزوجات والتي أجابت بـ " نعم " كانت (54) ، وعينة الأزواج (33) ويتضح الفارق هنا بين العينتين ، حيث أن الزوجة لعاطفتها تسعي دائماً لمعرفة كل ما يرضي زوجها ويسعده ، لذلك فهي تجتهد لمعرفة كل ما هو مناسب ومفيد في التعامل مع زوجها ، وفي المقابل فإن الزوج يختلف في التعبير عن حبه ووده بطرق شتي ، بالإضافة إلي انشغاله الدائم بأمور عدة ، قد تأتي في الدرجة نفسها من اهتمامه بزوجته .

ويقترب الزوجان في الإجابة بـ " إلي حد ما " حيث إن عدد الأزواج ( 35 ) وعدد الزوجات (31) ، والعينتان في إجابتهما بـ " إلي حد ما " يقتربان من إجابة " نعم " ولكن الإجابة بـ " لا " تحتاج إلي وقفة ، فعينة الزوجات (15) اللاتي أجبن بـ " لا " نصف عينة الأزواج (32) وهذا يعني أن عدد الأزواج الذين لا يبذلون أي جهد في معرفة الأساليب المختلفة لمعاملة الطرف الآخر ، ضعف عدد الزوجات ، وقد يدل ذلك علي عدم معرفة الأزواج بأهمية هذه النقطة ، أو كيفية الحصول علي هذه المعرفة ، أو قد لا يهمهم كيفية التعامل الأمثل مع الزوجات .

السؤال السابع

المسؤوليات الملقاة علي عاتقي تمنعني من فهم الطرف الآخر .

نجد أن من أجاب بـ " لا " من الأزواج (47) ومن الزوجات (51) ، والفارق ليس بكبير ، حيث إن المسؤوليات والمشاغل ليست هي الدافع الأساسي لمنع الأزواج من فهم شريك الحياة ، وفي اعتقادي أن هذه المشاغل يجب أن تكون  في المرتبة الثانية بعد شريك الحياة ، حيث إن هذه المشاغل هي مما يطلبه الشريك ، وليست أهم منه ، ومن دونه لن تأتي هذه المشاغل أو المسؤوليات ، فمن باب أولي الاهتمام بالطرف الآخر ، وبكل ما يخفيه من سلوكيات ومفاهيم وحالة نفسية ومزاجية ، ومن ثم الاهتمام بمتطلباته ومسؤولياته ، وعليه فإن انشغال الزوجة بمسؤوليات البيت وبالمشاغل الأخري ليس مبرراً لعد اهتمامها بزوجها وبفهم متطلباته ونفسيته ، وأيضاً ليس مبرراً للزوج أن يهمل زوجته ويتناسي نفسيتها ومتطلباتها ، وبذلك يتضح لنا أن الهدف الذي يصبو إليه كل من الزوجين هو الطرف الآخر ، وعليه يجب اعتناء كل فرد بالآخر ، وبما يريده وبحالته النفسية .

الخلاصة

ومما سبق نجد أن فهم الحالة النفسية لشريك الحياة وتقييمها ، أمر مهم وأساسي من أسس المعاملة والنجاح في العلاقة الزوجية ، ويؤثر في هذه القدرة عدة عوامل ، منها المستوي التعليمي ، والعمر ، وعدد سنوات الزواج وعدد الأطفال، وعدد تجارب الزواج ، فما لا شك فيه أن عصرنا هذا بحاجة إلي إنسان متعلم قارئ يستطيع فهم ما يدور حوله وعلي أسس علمية سليمة ، ولا يمنع ذلك من وجود متعلمين لا يفقهون أسس الحياة وفنون المعاملة وأميين يرقون إلي الدبلوماسية في المعاملة ولكل قاعدة شواذها ، بالإضافة إلي أنه كلما زاد عمر الفرد ، زادت تجاربه في الحياة ، وعلي أساس ذلك تزيد القدرة علي فهم الآخرين وكيفية التعامل معهم ، كما أن عدد سنوات الزواج يعد مؤشراً علي فهم طبيعة وحالة شريك الحياة النفسية حيث تذوب الحواجز ، وترتقي المشاعر وتثبت ، ومن ثم يصبح كل زوج كتاباً مفتوحاً للآخر ، وعدد الأطفال في الأسرة من العوامل المؤثرة ، فزيادة العدد قد تدل علي استقرار الحياة الأسرية ، ومن ثم علي الحب والتفاهم والوضوح ، أو قد تكون معوقاً بسبب كثرة المسؤوليات وانشغال الأم بتربية الأبناء ومتطلباتهم ، ولكن الأمر مختلف من حيث المبدأ ، فاهتمام الزوجة بالزوج أمر منفصل ليس له علاقة بأي مؤثرات .

nsaayat5ef8190d51