الإهداءات

الأربعاء، 23 سبتمبر 2009

جامعة لقرن جديد

جامعة لقرن جديد


يوسف الكويليت

    بالمنطق والحقيقة، لن نرى أنفسنا في حالة وقوف، أو مسيرة متعرجة، ونحن نشهد على أرض الواقع افتتاح أكبر وأهم جامعة في المنطقة العربية، وربما الإسلامية، وفي مشهد يحضره زعماء ورؤساء دول ووزارات وعلماء، وحشد كبير من الإعلاميين، في ولادة مشروع عالمي ينفتح على كل الآفاق؛ ليسد حاجتنا من علماء في شتى المجالات، ومن كل الجنسيات؛ لنرى مواهب تدخل هذه الجامعة التي أتاحت للجميع مجالات البحث والابتكار والتطوير، ومن خلال نظام جامعي وإداري الأكثر حداثة بين جامعات عالمية عريقة..

المشهد كبير، ونحن نرى ولادة جامعة بمواصفات عالمية، وانعكاس المشروع الهائل، قد لا نراه في البدايات، وإنما عندما تبدأ المنافسة العلمية بين كفاءات عالية التأهيل من أعضاء هيئة التدريس، ومراكز البحوث، والجيل الناشئ الذي تحتضنه هذه المؤسسة التقنية العليا، التي أقامت شروط النجاح من خلال التأسيس العام..

فالجو الجامعي المفتوح يسمح بأن يلبي كل الاشتراطات لجامعة حديثة، وعندما نتفاءل فلا يعني أننا نبني أحلامنا على أوهام، بل بالخطط المرسومة، وبخيار أن تكون الأولوية للبحث في ميادين العلوم المعاصرة، ولعل احتياجاتنا في المستقبل تفترض أن يبدأ مشروع البحث في ميادين الطاقة الشمسية، وعلوم البحار والرمال، فكل اختصاص منها يؤسس لثروة جديدة..

فانتظار العالم بمهلة مجهولة الزمن، أن يعطينا ابتكارات واكتشافات للطاقة الشمسية، قد لا تكون متيسرة لأسبابها المفهومة، لكن أن نبدأ، ونشارك، ونمول، ونجلب خبرات الآخرين، فإننا بهذا الأسلوب نقف على أول خطوط المعرفة وأبعادها..

أما علوم البحار فهي واحدة من مصادر ثروات تركض خلفها كل الدول، وبمعيار عصرنا الذي أصبح يعيش حالة جفاف ونضوب لموارد المياه، فإن الطريق إلى كسب هذه المعرفة يمكن إيجاده بالتعاون مع قوى العالم التي سبقتنا في هذا المضمار، وجعل الجامعة حقل الاكتشاف والتجربة، والإنجاز..

كذلك الأمر في مخزون الرمال، الذي أصبح منتجاً أساسياً للعالم في صناعة أشباه الموصلات، وصناعة الزجاج، وغيرهما، ولعل هذه العلوم متلازمة الطبيعة والحاجة بالنسبة إلى بلدنا..

وإذا ما اقترنت بعلوم أخرى ذات مردود اقتصادي وعلمي كالهندسة بتفرعاتها والطب، والرياضيات والفيزياء، وعلوم القضاء وغيرها، فإن الجامعة بفتح المنافذ لكل الطاقات العالمية المؤهلة، تستطيع أن تمنحنا فرصة الدخول إلى عصر العلم واقتصاد المعرفة.

أما الأمر المهم فإننا مقدمون على مرحلة غير عادية، والتحدي هنا كيف نضع أول لبنات البحوث. وبأي طريق نصل إلى خيرة العقول لنجعل بيئتنا مصدراً علمياً يخترق ما حرمتنا منه الأيام والقرون، ثم نبدأ بتحويل المبتكر إلى عجلة التصنيع والإنتاج، أو بيعه إلى العالم الخارجي أسوة بغيرنا..

الجامعة فتح جديد لمستقبل هائل، والطريق - كما يقال - يبدأ بخطوة لتتبعه المسيرة الطويلة..

0 التعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.